فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الماوردي:

قوله: {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} فيهم قولان:
أحدهما: أنهم الزناة، قاله عكرمة والسدي.
الثاني: أصحاب الفواحش والقبائح، قاله سلمة بن كهيل.
وفي قوله: {لَّئِن لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ} قولان:
أحدهما: عن إيذاء نساء المسلمين قاله الكلبي.
الثاني: عن إظهار ما في قلوبهم من النفاق، قاله الحسن وقتادة.
{وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} فيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم الذين يكاثرون النساء ويتعرضون لهن، قاله السدي.
الثاني: أنهم الذين يذكرون من الأخبار ما يضعف به قلوب المؤمنين وتقوى به قلوب المشركين قاله قتادة.
الثالث: أن الإرجاف التماس الفتنة، قاله ابن عباس، وسيت الأراجيف لاضطراب الأصواب بها وإفاضة الناس فيها.
{لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: معناه لنسلطنك عليهم، قاله ابن عباس.
الثاني: لنعلمنك بهم، قاله السدي.
الثالث: لنحملنك على مؤاخذتهم، وهو معنى قول قتادة.
{ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلاَّ قَلِيلًا} قيل بالنفي عنها، وقيل الذي استثناه ما بين قوله لهم اخرجوا وبين خروجهم.
قوله: {سُنَّةُ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: يعني سنته فيهم أن من أظهر الشرك قتل، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: سنته فيهم أن من زَنَى حُد، وهو معنى قول السدي.
الثالث: سنته فيهم أن من أظهر النفاق أبعد، قاله قتادة.
{ولَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} فيه وجهان:
أحدهما: يعني تحويلًا وتغييرًا، حكاه النقاش.
الثاني: يعني أن من قتل بحق فلا دية له على قاتله، قاله السدي. اهـ.

.قال ابن عطية:

{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}.
اللام في قوله تعالى: {لئن} هي المؤذنة بمجيء القسم، واللام في {لنغرينك} هي لام القسم، وتوعد الله تعالى هذه الأصناف في هذه الآية، وقرن توعده بقرينة متابعتهم وتركهم الانتهاء، فقالت فرقة: إن هذه الأصناف لم تنته ولم ينفذ الله تعالى عليها هذا الوعيد، فهذه الآية دليل على بطلان القول بإنفاذ الوعيد في الآخرة، وقالت فرقة: إن هذه الأصناف انتهت وتستر جميعهم بأمرهم وكفوا وما بقي من أمرهم أنفذ الله تعالى وعيدًا بإزائه، وهو مثل نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليهم إلى غير ذلك مما أحله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين من الإذلال في إخراجهم من المسجد وما نزل فيهم في سورة براءة وغير ذلك، فهم لا يمتثلوا الانتهاء جملة ولا نفذ عليهم الوعيد كاملًا. و{المنافقون} صنف يظهر الإيمان ولا يبطنه، {والذين في قلوبهم مرض} هو الغزل وحب الزنا قاله عكرمة، ومنه قوله تعالى: {فيطمع الذي في قلبه مرض} [الأحزاب: 32] و{المرجفون في المدينة} هم قوم من المنافقين كانوا يتحدثون بغزو العرب المدينة وبأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيغلب، ونحو هذا مما يرجفون به نفوس المؤمنين، فيحتمل أن تكون هذه الأصناف مفترقة بعضها من بعض، ويحتمل أن تكون داخلة في جملة المنافقين، لكنه نص على هاتين الطائفتين وهو قد ضمهم عموم لفظة النفاق تنبيهًا عليهم وتشريدًا بهم وغضًا منه، ونغرينك معناه نحضك عليهم بعد تعيينهم لك، قال ابن عباس المعنى لنسلطنك عليهم، وقال قتادة لنحرشنك بهم، وقوله تعالى: {ثم لا يجاورونك فيها} أي بعد الإغراء لأنك تنفيهم بالإخافة والقتل، وقوله: {إلا قليلًا} يحتمل أن يريد إلا جوارًا قليلًا أو وقتًا قليلًا، ويحتمل أن يريد إلا عددًا قليلًا، كأنه قال إلا أقلاء، وقوله تعالى: {ملعونين} يجوز أن ينتصب على الذم قاله الطبري، ويجوز أن يكون بدلًا من أقلاء الذي قدرناه قبل في أحد التأويلات، ويجوز أن يكون حالًا من الضمير في {يجاورونك} كأنه قال ينتفون ملعونين، فلما تقدر {لا يجاورونك} تقدير ينتفون، حسن هذا، واللعنة الإبعاد، و{ثقفوا} معناه حصروا وقدر عليهم، و{أخذوا} معناه أسروا، والأخيذ الأسير ومنه قول العرب أكذب من الأخيذ الصيحان، وقرأ جمهور الناس {وقتّلوا} بشد التاء، ويؤيد هذا المصدر بعدها، وقرأت فرقة بتخفيف التاء والمصدر على هذه القراءة على غير قياس، قال الأعمش كل ما في القرآن غير هذا الموضع فهو {قتلوا} بالتخفيف، وقوله تعالى: {سنة الله} نصب على المصدر، ويجوز فيه الإغراء على بعد، و{الذين خلوا} هم منافقو الأمم وقوله: {ولن تجد لسنة الله تبديلًا} أي من مغالب يستقر تبديله فيخرج على هذا تبديل العصاة والكفرة، ويخرج عنه أيضًا ما يبدله الله من سنة بسنّة بالنسخ. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {لئن لم ينته المنافقون} أي: عن نفاقهم {والذين في قلوبهم مرض} أي: فجور: وهم الزناة {والمُرْجِفون في المدينة} بالكذب والباطل، يقولون: أتاكم العدوّ، وقُتلت سراياكم وهُزمت {لَنُغْريَنَّك بهم} أي: لَنُسلِّطنَّك عليهم بأن نأمرك بقتالهم.
قال المفسرون: وقد أُغري بهم، فقيل له: {جاهد الكفار والمنافقين} [التوبة: 73، التحريم: 9]، وقال يوم الجمعة: «اخرج يا فلان من المسجد فانك منافق، قم يا فلان فانك منافق» {ثم لا يجاورونك فيها} أي: في المدينة {إِلاَّ قليلًا} حتى يهلكوا، {ملعونين} منصوب على الحال؛ أي: لا يجاورونك إِلاَّ وهم ملعونون {أينما ثُقِفوا} أي: وُجِدوا وأُدركوا {أُخذوا وقُتِّلوا تقتيلًا} معنى الكلام: الأمر، أي: هذا الحكم فيهم، {سُنَّةَ الله} أي: سنَّ في الذين ينافقون الأنبياء ويُرجِفون بهم أن يُفعل بهم هذا. اهـ.

.قال القرطبي:

{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} فيه خمس مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ المنافقون} الآية.
أهل التفسير على أن الأوصاف الثلاثة لشيء واحد؛ كما روى سفيان بن سعيد عن منصور عن أبي رزين قال: {المنافقون والذين فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ والمرجفون فِي المدينة} قال: هم شيء واحد، يعني أنهم قد جمعوا هذه الأشياء.
والواو مقحمة.
كما قال:
إلى الملك القَرْم وابن الهمام ** ولَيْثِ الكَتيبة في المُزْدحم

أراد إلى الملك القرم ابن الهمام ليثِ الكتيبة، وقد مضى في البقرة.
وقيل: كان منهم قوم يُرجفون، وقوم يتبعون النساء للرِّيبة، وقوم يشكّكون المسلمين.
قال عكرمة وشَهْر بن حَوْشَب: {الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني الذين في قلوبهم الزنى.
وقال طاوس: نزلت هذه الآية في أمر النساء.
وقال سلمة بن كُهيل: نزلت في أصحاب الفواحش، والمعنى متقارب.
وقيل: المنافقون والذين في قلوبهم مرض شيء واحد، عبّر عنهم بلفظين؛ دليله آية المنافقين في أول سورة البقرة.
والمرجفون في المدينة قوم كانوا يخبرون المؤمنين بما يسوءهم من عدوّهم، فيقولون إذا خرجت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم قد قتلوا أو هزموا، وإن العدوّ قد أتاكم، قاله قتادة وغيره.
وقيل كانوا يقولون: أصحاب الصُّفّة قوم عزّاب، فهم الذين يتعرّضون للنساء.
وقيل: هم قوم من المسلمين ينطقون بالأخبار الكاذبة حُبًّا للفتنة.
وقد كان في أصحاب الإفك قوم مسلمون ولكنهم خاضوا حُبًّا للفتنة.
وقال ابن عباس: الإرجاف التماس الفتنة، والإرجاف: إشاعة الكذب والباطل للاغتمام به.
وقيل: تحريك القلوب، يقال: رجفت الأرض أي تحرّكت وتزلزلت ترجُف رَجْفا.
والرَّجَفان: الاضطراب الشديد.
والرَّجَاف: البحر، سُمي به لاضطرابه.
قال الشاعر:
المُطعِمون اللّحم كلّ عشيّة ** حتى تَغيب الشمسُ في الرَّجاف

والأرجاف: واحدُ أراجيف الأخبار.
وقد أرجَفوا في الشيء، أي خاضوا فيه.
قال الشاعر:
فإنا وإن عيّرتمونا بقتله ** وأرجف بالإسلام باغٍ وحاسدُ

وقال آخر:
أبالأراجيف يا ابن اللؤم توعِدني ** وفي الأراجيف خِلت اللؤمُ والخور

فالإرجاف حرام، لأن فيه إذاية.
فدلّت الآية على تحريم الإيذاء بالإرجاف.
الثانية: قوله تعالى: {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} أي لنسلطنّك عليهم فتستأصلهم بالقتل.
وقال ابن عباس: لم ينتهوا عن إيذاء النساء وأن الله عز وجل قد أغراه بهم.
ثم إنه قال عز وجل: {وَلاَ تُصَلِّ على أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ على قَبْرِهِ} [التوبة: 84] وإنه أمره بلعنهم، وهذا هو الإغراء؛ وقال محمد بن يزيد: قد أغراه بهم في الآية التي تلي هذه مع اتصال الكلام بها، وهو قوله عز وجل: {أَيْنَمَا ثقفوا أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلًا}.
فهذا فيه معنى الأمر بقتلهم وأخذهم؛ أي هذا حكمهم إذا كانوا مقيمين على النفاق والإرجاف.
وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «خمس يُقتلن في الحِلّ والحَرَم» فهذا فيه معنى الأمر كالآية سواء.
النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في الآية.
وقيل: إنهم قد انتهوا عن الإرجاف فلم يُغر بهم.
ولام {لَنُغْرِيَنَّكَ} لام القسم، واليمين واقعة عليها، وأدخلت اللام في إن: توطئة لها.
الثالثة: قوله تعالى: {ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ} أي في المدينة.
{إِلاَّ قَلِيلًا} نصب على الحال من الضمير في {يُجَاوِرُونَكَ} فكان الأمر كما قال تبارك وتعالى؛ لأنهم لم يكونوا إلا أقلاء.
فهذا أحد جوابي الفرّاء، وهو الأولى عنده، أي لا يجاورونك إلا في حال قلتهم.
والجواب الآخر: أن يكون المعنى إلا وقتًا قليلًا، أي لا يبقون معك إلا مدّة يسيرة، أي لا يجاورونك فيها إلا جوارًا قليلًا حتى يهلكوا، فيكون نعتًا لمصدر أو ظرف محذوف.
ودلّ على أن مَن كان معك ساكنًا بالمدينة فهو جارٌ.
وقد مضى في النساء.
الرابعة: قوله تعالى: {مَّلْعُونِينَ} هذا تمام الكلام عند محمد بن يزيد، وهو منصوب على الحال.
وقال ابن الأنباريّ: {قلِيلًا ملعونِين} وقف حسن.
النحاس: ويجوز أن يكون التمام {إِلاَّ قَلِيلًا} وتنصب {مَلْعُونِينَ} على الشتم.
كما قرأ عيسى بن عمر: {وامرأته حَمَّالَةَ الحطب}.
وقد حكي عن بعض النحويين أنه قال: يكون المعنى أينما ثُقِفوا أخذوا ملعونين.
وهذا خطأ لا يَعمل ما كان مع المجازاة فيما قبله.
وقيل: معنى الآية إن أصرّوا على النفاق لم يكن لهم مقام بالمدينة إلا وهم مطرودون ملعونون.
وقد فعل بهم هذا، فإنه لما نزلت سورة براءة جمعوا، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «يا فلان قم فاخرج فإنك منافق ويا فلان قم» فقام إخوانهم من المسلمين وتولّوا إخراجهم من المسجد.
الخامسة: قوله تعالى: {سُنَّةَ الله} نصب على المصدر؛ أي سنّ الله جل وعز فيمن أرجف بالأنبياء وأظهر نفاقه أن يؤخذ ويُقتل.
{وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا} أي تحويلًا وتغييرًا، حكاه النقّاش.
وقال السدّي: يعني أن من قُتل بحق فلا دِية على قاتله.
المهدَوِيّ: وفي الآية دليل على جواز ترك إنفاذ الوعيد، والدليل على ذلك بقاء المنافقين معه حتى مات.
والمعروف من أهل الفضل إتمام وعدهم وتأخير وعيدهم، وقد مضى هذا في ال عمران وغيرها. اهـ.

.قال أبو السعود:

{لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ المنافقون} عمَّا هُم عليهِ من النِّفاقِ وأحكامِه الموجبةِ للإيذاءِ {والذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} عمَّا هُم عليهِ من التزلزلِ وما يستتبعُه ممَّا لا خيرَ فيهِ {والمرجفون في المدينة} من الفريقينِ عمَّا هُم عليهِ من نشرِ أخبارِ السُّوءِ عن سَرَايا المُسلمينَ وغيرِ ذلكَ من الأراجيفِ الملَّفقةِ المُستتبعةِ للأذَّيةِ. وأصلُ الإرجافِ التَّحريكُ من الرَّجفةِ التي هي الزَّلزلةُ وُصفت به الأخبارُ الكاذبةُ لكونِها متزلزلةً غيرَ ثابتةٍ {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} لنأمرنَّك بقتالِهم وإجلائِهم أو بما يضطرهم إلى الجلاءِ ولنحرضنَّك على ذلكَ {ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ} عطفٌ على جوابِ القسمِ وثمَّ للدَّلالةِ على أنَّ الجلأَ ومفارقةَ جوارِ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أعظمُ ما يُصيبهم {فِيهَا} أي في المدينةِ {إِلاَّ قَلِيلًا} زَمَانًا أو جوارًا قليلًا ريثما يتبينُ حالُهم من الانتهاءِ وعدمِه {مَّلْعُونِينَ} نُصب على الشَّتمِ أو الحالِ على أنَّ الاستثناءَ واردٌ عليهِ أيضًا على رَأْي مَن يجوزُه كما مرَّ في قولِه تعالى غيرَ ناظرينَ إناه، ولا سبيلَ إلى انتصابِه عن قولِه تعالى: {أَيْنَمَا ثُقِفُواْ أُخِذُواْ وَقُتّلُواْ تَقْتِيلًا} لأنَّ ما بعد كلمةِ الشَّرطِ لا يعملُ فيما قبلَها.
{سُنَّةَ الله في الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلُ} أي سنَّ الله ذلكَ في الأممِ الماضيةِ سُنَّةً وهي أنْ يُقتل الذي نافقُوا الأنبياءَ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ وسعَوا في توهينِ أمرِهم بالإرجافِ ونحوهِ أَينما ثُقفوا {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا} أصلًا لابتنائِها على أساسِ الحكمةِ التي عليها يدورُ فلكُ التَّشريع. اهـ.

.قال الألوسي:

{لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ المنافقون} عما هم عليه من النفاق وأحكامه الموجبة للإيذاء {والذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} وهم قوم كان فيهم ضعف إيمان وقلة ثبات عليه عما هم عليه من التزلزل وما يستتبعه مما لا خير فيه {والمرجفون في المدينة} من اليهود المجاورين لها عما هم عليه من نشر أخبار السوء عن سرايا المسلمين وغير ذلك من الأراجيف الملفقة المستتبعة للأذية، وأصل الأرجاف التحريك من الرجفة التي هي الزلزلة وصفت به الأخبار الكاذبة لكونها في نفسها متزلزلة غير ثابتة أو لتزلزل قلوب المؤمنين واضطرابها منها، والغاير بين المتعاطفات على ما ذكرنا بالذات وهو الذي يقتضيه ظاهر العطف.